نقد تحقيق التنوخي وشرحه لديوان النبهاني

رائد بن ناصر بن خلفان العامري
يُعَـدُّ عز الدين التنوخي من كبار المحققين، وقد كان لتحقيقه ديوان النبهاني وتعليقاته أثر في حل مشكله وكشف غامضه، وما أكثر الأبيات الغامضة التي عسرت عليَّ حتى قرأتُ تعليق التنوخي وشرحه فجلّى لي غامضَها وكشف مخبوءها! بيد أني – مع ذلك- وجدتُ في شرحه للأبيات تعليقات تبدو أنها حادت عن المعنى المراد، وتعليقات يترجح عندي خلافها، وتعليقات لم تضف ما يفيد شيئا في معنى البيت، وفي الديوان مواضع يترجح عندي أن فيها تصحيفا أو تحريفا، وإليك بيان شيء منها.
1- قال النبهاني[1]: [من المتقارب]
ولي عزمةُ السيف إذْ يرهبــونَ وبأسُ أخي الزأرةِ المضجِر
وضَرْبٌ يُنسّي الجليدَ الضرابَ وطعــنٌ يُـرِيقُ دمَ الأصْــدر
علق المحقق على البيت الأول فقال: “أخو الزأرة: الأسد، والمضجر الذي اشتد تبرمه وضجره. ولعل الأصل المصحر أي ساكن الصحراء”[2].
وعلق على البيت الثاني فقال: ” دم الأصدر جمع صدر أي دم القلوب”[3].
قلتُ: يترجح عندي ما ذكره المحقق من أن المضجر تصحيف، وأرى الصواب المصحر بالحاء المهملة بمعنى الأسد قال الصغاني: “والأصحَر والمُصْحِر: الأسد”[4].
وأما ما ذكره من أن الأصدر في البيت جمع صدر فيبدو لي بعيدا، وغيره أقرب منه وأولى، لأن الأصْدر في البيت ليس جمعا بل هو الرجل العظيم الصدر الذي أشرفت صدرته. جاء في كتاب العين: ” وصُدْرةُ الاِنسانِ: ما أَشَرفَ من أعلى صدره … والأَصْدَرُ: الذي أشرفت صدرته”[5]، وجاء في المحكم لابن سيده: “ورجل أصْدَر عظيم الصَّدْر”[6]، وفي تاج العروس: “والأَصْدَرُ: العَظِيمُهُ، أَي الَّذِي أَشْرَفَتْ صُدْرَتُه”[7].
وهذا المعنى أكثر مناسبة للسياق من المعنى الذي ذكره المحقق، فالمعنى المراد أن الشاعر يطعن عظيم الصدر، وأبانَ النبهانيُّ بذلك عن قوة خصمه، ومدْحُ النبهاني قوة خصمه كثيرٌ في شعره، وإذا قابلتَ بين الشطرين وجدتَ الشاعرَ في الشطر الأول يصف ضربه بأنه ينسِّي الرجل الجليد (القوي) الضراب، وفي الثاني يصف طعنه بأنه يريق دم الرجل الأصدر، فذكَر الجليد في الشطر الأول والأصدر في الشطر الثاني.
ويُؤيِّد بُعْدَ تعليق المحقق عن مراد الشاعر أن الصدر لا يُجمع – في الأصل- على أصدر. جاء في المحكم: ” وكل ما واجهك صدر، وصدر الإنسان منه مذكر عن اللحياني وجمعه صدور، ولا يكسر على غير ذلك“[8].
هذا هو الأصل أن الصدر لا يجمع على الأصدر، وذكرتُ ما أراه الأرجح في تفسير معنى البيت، على أني أرى جواز جمع الصدر على الأصدُر للشاعر إن اضطر ولو لم يكن مسموعا، لأن (فَعْلًا) يُجمع على (أفْعُل). قال سيبويه: “أما ما كان من الأسماء على ثلاثة أحرف وكان (فعْلاً) فإنَّك إذا ثلثته إلى أن تعشره فإن تكسيره (أفعُلٌ) وذلك قولك: كلبٌ وأكلبٌ، وكعبٌ وأكعبٌ، وفرْخٌ وأفرخٌ، ونسْرٌ وأنسرٌ”[9].
2- يقول النبهاني[10]: [من الوافر]
ألا أبلــغْ طُغـــاةَ الـقـــومِ أنِّي وإن أطْــرقْـتُ حيَّــةُ بطْـــنِ وادِ
فــلا يغْــــــرُرْكُــمُ منِّـي أنـاةٌ فـقلــبي في سكـوني مـعْ طــرادِ
ظنَـنْتُمْ بي وبابْن أبي خمُـولا وذلك ظــنُّ غـيــرِ أْولِي رشـــادِ
قال المحقق معلقا وشارحا البيت الأول: “وإن أطرقت برأسي فإني حية بطن الوادي”[11].
قلت: في البيت حاجة إلى أن يُفسر فيه معنى الإطراق ومعنى (حية بطن واد)، وقد رأيتَ أن المحقق بتعليقه لم يفسر البيت! بل ربما زاده غموضا بتعليقه على معنى الإطراق وإغفاله معنى (حية بطن واد).
الإطراق هنا يراد به – فيما أرى- السكوت، يقال: “قد أَطْرَقَ الرجل يُطْرِق إِطْرَاقًا، إذا سكت فلم يتكلم”[12]، وفي المحكم: “والإطراق: السُّكُوت عَامَّة، وَقيل: السُّكُوت مِن فَرَق. ورجل مطرق، ومطراق، وَطَرِيق: كثير السُّكُوت»، ولا شك في أن السكوت من فرق غير مراد هنا ولا يتأتى في هذا السياق، لأن النبهاني يفتخر بشجاعته. فالنبهاني يريد أنه داهية لا يُجترأ عليه حتى إن بدا ساكتا ساكنا، وهو كما قالت العرب في أمثالها: إن تحت طِرِّيقَته لَعِنْدَأْوَة، والطِّرِّيقة: اللين. “يقال: إن تحت ذلك اللين لعظمة وتجاوزا وتعديا”[13].
وأكّد النبهاني هذا المعنى حين وصف نفسه بـ(حية بطن وادي)، وهو معنى أغفله المحقق ولم يُبيّنه، والذي نراه أن وصف النبهاني نفسه بحية بطن الوادي يريد بذلك الدهاء والمنعة وقوة الشكيمة، وهي الصفات التي تمكنه من حفظ ملكه وحماية حوزته، فقد كانت العرب تطلق الحية لهذه الأوصاف. يقول أبو منصور الأزهري: ” ويقولون: فلان حية الوادي إذا كان شديد الشكيمة حامي الحقيقة، وهم حية الأرض إذا كانوا أشداء ذوي بسالة”[14] ويقول الثعالبي: “العرب تقول للرجل المنيع الجانب: حية الأرض كما تقول حية الوادي”[15]، وقال أبو العلاء المعري: “شبهت الشعراءُ المتقدمة الرجلَ بالحية وهم يريدون المدح، وإنما يذهبون إلى أنه مهيب لا يُجترأ عليه. قال الشاعر: [البسيط]
إذا رأيتَ بوادٍ حيَّةً ذكرًا فاذهبْ ودعني أُمارسْ حيَّةَ الوادِي”[16]
وفي أساس البلاغة للزمخشري: “وهو حية الوادي للحامي حوزته، وهم حيات الأرض لدواهيها وفرسانها”[17]، فالنبهاني وهو السلطان ذو الملك يقول إنه قادر على حماية ملكه.
ومن الشواهد الشعرية في استعمال هذا المعنى للحية قول الحُطَيْئَة:
فإيّاكمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ هَمُوزِ النابِ ليس لكُمْ بسِيِّ
وقال آخر[18]:
أودى ابنُ جُلْهُمَ عبّادٌ بصرمتِه إنَّ ابنَ جُلهمَ أمسى حيّةَ الوادي
وبهذا يتبين أن شرح التنوخي لم يكن فيه إبانة لمعنى البيت.
3- قال النبهاني يخاطب معشوقته راية[19]:
فأعدتِيْهِ وأقسمتِيْ على صِدْقِ دَعواكِ بذيْ العَرْش قسَمْ
بإضافة الياء بعد تاء المخاطبة، (فأعدتيـه وأقسمتي). هكذا ورد البيت في أصل المخطوطة كما ذكر المحقق، ولكنه غيَّره في متن الديوان! فورد البيت في الديوان المحقق على النحو الآتي:
فأعــــدتـِه وأقســمتِ عـلـى صدقِ دعواكِ بذي العرش قسم
قال المحقق: ” فأعدتِه: وفي الأصل فأعدتيه كما قال وأقسمتي بدلا من وأقسمت”[20].
أهو خطأٌ من الناسخ غيَّره المحقق؟ أم هي لغة استعملها الشاعر؟
يقول سيبويه: ” وحدثني الخليل أن ناسا يقولون: ضربتيه فيلحقون الياء. وهذه لغة قليلة”[21]، فهي إذن لغة استعملها النبهاني، ما كان للمحقق أن يُغَيِّرها، ولعل في استعمال النبهاني هذه اللغة دليلا على اطلاعه ودليلا على معرفته بجواز جمع الشاعر بين اللغات[22].
ومن شواهد النحاة على هذه اللغة قول الشاعر[23]:
رَمَيْــــــتِـيْهِ فـأَقْـصَــــدْتِ فـمــا أخْطَـــأَتِ الرَّمْيَـــةْ
بِسَــهْـمَــــيْـنِ مَلِـيـحَـــيْنِ أَعـارَتِكِـيْـهِــما الظَّبـــْيــَةْ
وقد وردت هذه اللغة في شعر جميل بثينة عندما قال[24]:
قلبيْ نصحْتُ له فرَدّ نصيحتي فمتى هـجَـرتِـيـْهِ فـَمِنْهُ تـكــثَّرِي
ولهذه اللغة شواهد نثرية، فقد وردت في الحديث، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: ” لو راجعتيه فإنه أبو ولدك”[25]، ويبدو أن استعمال هذه اللغة التي وصفها أبو حيان بأنها لُغَيَّة (تصغير لغة) أكثر ما تكون إذا تبع تاءَ المخاطبة ضميرٌ كما في مثال سيبويه والشواهد التي ذكرتُها، على أن من أهل اللغة من ذكر هذه اللغة ومثَّل لها وليس في كل أمثلته ضمير بعد تاء المخاطبة كما فعل ابن الأثير وأبو حيان[26].
وهذه اللغة وردت في رسائل الجاحظ في غير موضع، فأثبتَها المحقق عبد السلام هارون كما هي، وقال في الموضع الأول: “كذا في الأصل، وهو وجه جائز في العربية، يزيدون بعد تاء المخاطبة وكافها ياء”[27]، فانظر كيف أثبتها عبد السلام هارون في سعة الكلام وحذفها عز الدين التنوخي من الشعر الموزون!
وتقطيع بيت النبهاني كما هو في أصل المخطوطة – وهو من بحر الرمل – كالآتي:
فأعدتيْـ/ ـه وأقسمـ / تي على صدق دعـوا/ ك بذي العر/ ش قسم
فـعـلاتن فعـلاتن فاعـلن فاعـلاتن فـعـلاتن فــعـلـن
ولما حذف المحقق الياء من ( فأعدتيه) صار الجزء الأول مشكولا، أي صارت (فاعلاتن) الأولى (فعلاتُ)، وهو زحاف قبيح[28]، ونحن نرجح أن الشاعر قال (فأعدتيه) بالياء، فليس للنبهاني في قصائده التي جاءت على وزن بحر الرمل والمديد – وعدة أبياتها 116- جزء مشكول، ولأن ما جاء به لغة، وقبل كل ذلك لأن أصل المخطوطة بالياء، فلو أن المحقق أثبتها في المتن كما وجدها في المخطوط ثم علق في الحاشية لكان أهدى سبيلا.
4- قال النبهاني[29]:
وكائنْ تركتُ مِنْ شُجاعٍ مـدجــجٍ صريعا برمحٍ ذي عرانين أصلع
له يتهادى النسر في المشي حائنا تهـــاديَ شيـْــخٍ في نجـاد مقــــنع
هكذا ورد البيت في الطبعتين الثانية والثالثة (في نجاد) وأما الطبعة الأولى فما استطعت إليها سبيلا[30]! ونجاد تصحيف، والصواب بجاد أي كساء، فالشيخ يتهادى في بجاد لا نجاد، ووصفُ النبهاني النسرَ وتشبيهه بالشيخ كوصف طرفة بن العبد العقاب في قوله:
وعجزاء دفَّت بالجناح كأنها مع الصبح شيخٌ في بجاد مقنع
وقال النابغة يصف النسور:
تراهن خلف القوم خزراً عيونها جلوس الشيوخِ في ثيابِ المرانب
ويُذكِّرنا وصفُ الشيخ في البجاد بقول امرئ القيس يصف جبلا يسمى ثبيرا:
كأن ثبيراً في عرانين وبله كبير أناس في بجاد مزمل[31]
وكبير أناس يعني الشيخ، وبذلك يتبين أن وصف الشيخ في البجاد معروف استعمله الشعراء قديما وتابعهم النبهاني.
5- يقول النبهاني[32]:
سأُهدي للطُغاةِ أزَبَّ مجرًا يعبُّ كزخْرِ ملتطم العُباب
قال المحقق:” الأزبُّ: الكثير الشَعر ويقال داهية زباء نكراء فلعله يريد جيشا (مجرا) أي عظيما منكرا…”[33]
قلتُ: اجتهد المحقق في تفسير الأزب فذكَر المعنى المعجمي، وبدا في تفسيره السياقي أنه غير متيقن، وما أرى استعمال لفظة (الأزبّ) في قول النبهاني[34] إلا من قول الحماسي:
فلو أنَّا شَهِدناكُمْ نُصِرنا بذي لجبٍ أزبَّ من العوالي
واستعمال الحماسي للأزب مجازي، وهو يعني أن العوالي (الرماح) كثيرةٌ تشبه الشَعر الكثير. يقول المرزوقي شارحا بيت الحماسي: “يقول: لو حضرناكم لنصرناكم وجاهدنا معكم بجيشٍ له جلبةٌ وصوتٌ، أزب لكثرة الرماح فيه. أي تشبه كثرة الرماح فيه والتفافها كثرة شعر الأزب. وهذا على طريق الاستعارة، لأن أصل الزبب في الشعر”[35]
فالأزب يعني كثرة الرماح، ولذلك عُـدَّ قول المتنبي:
صَدَمْتَهُمْ بخَمِيسٍ أنتَ غرّتُه وسمهريّتُه في وجهِهِ غممُ
عُـدَّ سرقة[36]، فالسمهرية: الرماح. قال الواحدي في شرح بيت المتنبي: “جعل الرماح في هذا الجيش كالغمم في الوجه، وهو كثرة الشَعر وهو من قول الآخر:
فلو أنا شهدناكم نصرنا …”[37].
واستعمل أبو تمام كلمة أزب في وصف جيش فقال:
بمجامع الثَّغرينِ ما ينفكُّ من جيشٍ أزبَّ وغارة شعواء
وأنت ترى أن أبا تمام لم يذكر الرماح ولا أي سلاح فكأن الكلمة تُستعمل مجازا في معنى الجيش الكثير الرماح أو الكثير السلاح، فاستقر هذا المعنى عند النبهاني فغدَا يستعمل الأزبَّ في وصف الجيش الكثير الرماح كما رأينا في البيت السابق، وكما يقول في موضع آخر[38]:
قد يُهلِكُ المجرَ الأزبَّ توعُدي ويفوقُ غيداقَ الغَمام بناني
ويقول[39]:
وكم أحرزتُها جيشا أزبَّا يُثيرُ فيشرقُ الجوّ الغبارا
ويقول أيضا واصفا أخاه حساما الذي جاء يقاتله[40]:
يَهدي أزبَّ كذي عُبابٍ زاخِرٍ مُتَكاثِفٍ مُتَرادِفٍ مُتَراطِنِ
قال المحقق في شرح هذا البيت: “يهدي ويقود جيشا أزبَّ أي كثير السلاح”[41]، وهذا التفسير لكلمة الأزب في هذا الموضع أحسن من تفسيره السابق الذي نقلتُه بل هو أحسن تفسير للمحقق من بين تفسيراته المختلفة لهذه الكلمة[42].
وهذا البيت الأخير: يهدي أزب …
يُرجِّح أن قول النبهاني:
سأهدي للطغاة أزب …
يُرجّح أن الفعل (سأهدي) فعل ثلاثي من هدى يَهدي أي يقود، وليس من أهدي يُهدي، وعلى ذلك فالأَولى أن تفتح الهمزة في (سأَهدي) – لا أن تُضم كما في المطبوع[43]– لأن كونه ثلاثيا من هدى يَهدي أقرب من كونه رباعيا من أهدى يُهدي، ويؤيد هذا أن النبهاني استعمل في مثل هذا الموضع الفعل (قدْتُ) وهو الأقرب لـ(هديت)الثلاثي:
قُدْتُ الجُيوش وهجَّنْتُ المُلُوكَ وأَعْـ ـطيْتُ الخُيُولَ وسدتُ العُرْبَ والعَجَما
6- قال الشاعر سليمان النبهاني[44]:
إنِّــيْ لأُقــسِــــــمُ بـالإلــــه ألــيَّـــــة والله يكسو الخِـزيَ وجهَ الخائنِ
لو كان غير أخي المحاول عثرتي لسـقـيـتُه كأسَ الـحِمـام الآســن
إذ كنــتُ أعْـلَـمُ مـا مــــعـاد مقــلعٌ عـمَّـا يُحـاوِلُ كالمُـعادِي العـادِنِ
قال المحقق معلقا على البيت الثالث: ” يظهر أن معاذ أو معاد اسم عدو له”![45] وهذا التعليق من أغرب تعليقاته وأظهر هفواته لأن البيت واضح المعنى، ومعادٍ اسم فاعل من عادى يعادي، والشطر الثاني يؤكد هذا المعنى، فالشاعر يتحدث عن أخيه حسام الذي كان يقاتله، وكان الشاعر سليمان النبهاني يأمل أن يكف أخوه عن القتال، ويرى أن معاداة أخيه حسام له ليست دائمة بل هي إلى أجل ثم يقلع، ولذلك يقول ليس المعادي المقلع عن العداوة (يعني أخاه حساما) كالمعادي العادن المقيم على العداوة، فـ (معاد مقلع) في الشطر الأول تقابل (المعادي العادن) في الشطر الثاني، والعادن: المقيم، تقول: “عَدَن بالمكان يعدن به عَدْنًا، إذا أَقَام به، ومنه {جَنَّاتِ عَدْنٍ} أي جنًّات إقامة”[46].
ومن تأمل هذا البيت مع البيت الذي قبله تبين له ذلك فهاكهما معا:
لو كان غير أخي المحاول عثرتي لسـقـيـتُه كأسَ الـحِمـام الآسـن
إذ كنــتُ أعـلـم مـا مــــعـادٍ مقــلعٌ عمَّـا يُحـاولُ كالمـعادي العـادِنِ
على أن النبهاني ذكر في هذه القصيدة أخاه حساما مصرحا باسمه غير مرة فقال[47]:
إذ جاء مُنتضِيا حُساما كاسْمِهِ عضبًا مُلامِسُ حدِّهِ لم يامَنِ
والمحقق نفسه علق على هذا البيت شارحا فقال:” حسام أخوه وقد استل حساما مثل اسمه أي سيفا …”[48]
وفي الديوان مواضع أخرى أرى أن الصواب فيها خلاف ما رآه المحقق وأثبته، ولعلي أذكرها في مقال آخر إن شاء الله.
[1] ديوان النبهاني ص97.
[2] الحاشية، ص97.
[3] الحاشية، ص97.
[4] التكملة والذيل والصلة، (ص ح ر).
[5] كتاب العين، (ص د ر).
[6] المحكم والمحيط الأعظم، (ص د ر).
[7] تاج العروس، (ص د ر).
[8] المحكم والمحيط الأعظم، (ص د ر).
[9] كتاب سيبويه، 3/567.
[10] ديوان النبهاني ص82.
[11] الحاشية، ص82.
[12] إصلاح المنطق، ص174.
[13] مقاييس اللغة، (ع ن د).
[14] تهذيب اللغة، (ح ي ي).
[15] ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، ص417.
[16] اللامع العزيزي، ص1052.
[17] أساس البلاغة، (ح ي ي).
[18] البيت للأسود بن يعفر وهو من شواهد سيبويه، الكتاب، 2/272.
[19] الديوان ص262.
[20] الحاشية، ص262.
[21] كتاب سيبويه 4/200.
[22] ولعل هذه اللغة كانت موجودة في عصر النبهاني.
[23] ينظرالحجة في القراءات 3/342 شرح الرضي 3/160 وارتشاف الضرب 2/912.
[24] ديوان جميل بثينة ص26.
[25] سنن الدارمي، الحديث ذو الرقم: 2473.
[26] ينظر: الارتشاف، 2/912.
[27] رسائل الجاحظ 2/133.
[28] قال الدماميني عن بحر الرمل: ” ويدخل هذا البحر من الزحاف ما دخل المديد، وهو الخبن ويستحسن، والكف وهو صالح، والشكل وهو قبيح” ص192.
[29] الديوان، ص147.
[30] يجوز أن تكون الطبعة الأولى صحيحة، والتصحيف قد يكون ناشئا من الطباعة، والطبعة الثالثة لديوان النبهاني ملأى بالأخطاء الطباعية.
[31] ويروى: كأن أبانا في أفانين ودقه كبير أناس في بجاد مزمل
[32] ديوان النبهاني ص12.
[33] الحاشية، ص12.
[34] بينتُ من قبل تأثر النبهاني بديوان الحماسة.
[35] شرح ديوان الحماسة، 1/368.
[36] ينظر: الوساطة بين المتنبي وخصومه، ص337.
[37] شرح الواحدي لديوان المتنبي، ص1636- 1637.
[38] الديوان، 329.
[39] الديوان، ص101.
[40] الديوان، 315.
[41] الحاشية، ص315.
[42] من تفسيرات المحقق لكلمة الأزب قوله في الحاشية ص101: ” والجيش الأزب: الكثير الجنود”، وقوله في الحاشية ص141: “الأزب: الجيش الكبير”.
[43] والضم يعني أنه من الإهداء، ويصح أن يحمل هذا على التهكم.
[44] ص317 -318.
[45] الحاشية ص318.
[46] إصلاح المنطق، ص49.
[47] الديوان، ص315.
[48] الحاشية، ص315.